قد يعتقد االنسان أنه بسبب وجود مليارات النجوم في المجرة التي نعيش فيها ، والكواكب التي تعمل على انعكاس الضوء،
فإن الفضاء من حولنا سيظهر لنا في السماء ليالً شديد السطوع، لكنه نجده في الواقع مظلم كثيرا .
و يسمى هذا التناقض في علم الفيزياء وعلوم الفلك بما يسمى بمفارقة أولبيرز ، كما يمكن تفسيره عن طريق – نظرية
توسع الزمكان – ألن الكون الذي نعيش فيه يتوسع بسرعة كبير ة جدا أسرع من سرعة الضوء، فعندما يصل الضوء
القادم من بعيد يتمدد في الجو و تحدث عملية تحول حيث يتحول إلى موجات األشعة تحت الحمراء و كذلك
موجات الميكروويف وأيضا موجات الراديو ، والتي ال تستطيع العين البشرية التمكن من رؤيتها ، لذلك فهي تظهر سوداء
معتمة للعين المجردة.
ومن األسباب األخرى التي تفسر ظاهرة ظالم الفضاء أن النجوم ترسل الضوء بجميع األطياف، مثل األطياف غير المرئية
للعين البشرية ، كاألشعة فوق البنفسجية و األشعة تحت الحمراء، وإذا استطاع االنسان من رؤية هذه الموجات بالعين
المجردة، فهو سيرى كل الفضاء متوهج .
سبب آخر من أسباب عتمة الفضاء على الرغم من وجود مليارات األجرام السماوية المضيئة هو أن الفضاء يتكون من
فراغ شبه كامل ، أما سماء كوكب األرض فتظهر زرقاء اللون أثناء النهار بسبب أن الغالف الجوي يتكون من الجزيئات
التي تعمل على تشتيت الكثير من األطوال الموجية الزرقاء أو البنفسجية التي يتكون منها الضوء المرئي القادم من الشمس،
فتعمل على تشتيت الضوء في كافة االتجاهات.
أما لو كان الغالف الجوي ال يحتوي على وجود المادة والجزيئات التي تبعثر الضوء، عندها يكون انتقال الضوء على
شكل خط مستقيم وال يتبعثر ، وهذا يعود الى أن الفضاء عبارة عن فراغ شبه كامل – بمعنى أنه يوجد فيه عدد قليل جدًا من
الجسيمات السماوية – فال يوجد شيء يعيق بعثرة الضوء في الفضاء بين النجوم والكواكب لهذه األسباب الفضاء مظلم جدا
رغم وجود مليارات النجوم المضيئة .
وأخر ما توصل له العلم الى أن الكون يتمدد بعيدًا عن األرض ، ومن بعد ذلك تبتعد النجوم وتأخذ زيادة في األطوال
الموجية لضوئها . وكلما زاد طول الموجة يصبح الضوء أقل وضوح على األرض ، و حتى يختفي عن النظر تماما .